الثلاثاء، 24 فبراير 2015

قصة صديقين

من عشرين عاما في أول أيام المدرسة الثانوية، تعرفا على بعضهما عن طريق صديق مشترك، فؤاد. كان ذاك الصديق المشترك مغرما بفكرة انشاء مجموعة أصدقاء في أول سنوات الدراسة ليستمروا معا في رحلة الدراسة. اختار فؤاد أصدقاءه على مجموعة أسس؛ أهمها كون صديقه مهتما بدراسة الهندسة المعمارية، ففؤاد يهدف إلي مجموعة تستمر لفترة أطول من سنوات الدراسة الثانوية. فوقع اختياره على هيثم وحازم. هيثم شاب خجول وتبدو عليه الطيبة ودماثة الخلق. وكان حازم وسيما دقيق الملامح وان بدت عليه رقة الحال. لم تكن فقط الهندسة المعمارية هي ما يجمع الاصدقاء، فقد كان كل من الثلاثة انطوائي لا يفضل الحديث الكثير. وإن كان كل بطريقته مع تفاوت درجة حدته. تعرف فؤاد أولا على حازم فقد كانا متجاورين في طابور دفع مصاريف الدراسة قبل بدء الدراسة بأسبوعين. في أول أيام الدراسة تقدم فؤاد لهيثم داعيا اياه لقضاء الوقت معهم في فترة الفسحة. اعتذر هيثم لارتباطه بموعد مع بعض الأصدقاء  الآخرين لكنه وافق ان يصحبهم في اليوم التالي. في البداية تفاهم هيثم مع فؤاد لكنه لم يفهم سبب اعجاب فؤاد بحازم ومحاولة ضمه للمجموعة - وإن لم يعترض. كانت العلاقة بين حازم وهيثم تتسم ببعض الريبة. لم يكن لها أسباب واضحة حتى مع فرق الطبقة الاجتماعية البسيط لكنها لم تكن أبدا هي القضية، فهيثم هو صديق للجميع. قد تكون مجرد بعضا من الجليد الذي يكون عادة بين الأصدقاء الجدد. كان فؤاد هو الأقرب لكل منهما رغم انهم ثلاثتهم دائما ما يقضون الوقت معا. مع مرور الوقت بدأت تزول الحواجز واحدا وراء الآخر بين هيثم وحازم لكن دوما ما تبقى بين الشابين الصغيرين شيء من بقايا تلك الحواجز. كانا يقضيان وقتهما في المدرسة ثم الجامعة ولكن لم يطورا علاقتهما لصداقة كاملة كما تطورت مع فؤاد.
تصادق هيثم وفؤاد وصارت لقاءاتهما أكثر ثم كونا معا فريق عمل واحد ولم يكن حازم معهما. كانت هذه الإشارة تنم عن شيء مفقود وكانت مبادرة من فؤاد. كانت اشارة ان حازم صديق لتقضية الوقت ولم يكن مناسبا كعضو في الفريق العمل. سارت الأمور على نفس الوتيرة حتى التخرج. حتى في مشروع التخرج لم يضمه الصديقان لمجموعتهم وأختار فؤاد زميلين آخرين لينضما لهما. لم يكن هيثم ضد فكرة انضمام حازم لهما، ولكنه لم يشجع الأمر ولذا لم يعترض على قرار فؤاد. كان الفرسان الثلاثة، كما أطلق عليهم بعض زملاء الجامعة، معتادين على ذلك؛ نتسامر معا لكن لا نعمل معا. وكان دائما حازم هو الأبعد قليلا خارج المجموعة. وتدور الأيام ويتخرج الأصدقاء من الجامعة ويسير كل في طريقه وتأخدهم الأقدار والمشاغل.
لكن مع الوقت - كعادة الزمن في مفاجآته - تتوثق علاقة حازم وهيثم أكثر ويتقابلان ويخرجان معا أكثر ويقضيان وقت أكثر مع بعضهما وتتباعد لقاءات فؤاد وهيثم ومقابلات حازم وفؤاد. وزاد ذلك التقارب أن أنهى حازم خدمته العسكرية ليلتحق بالعمل في نفس الشركة التي يعمل فيها هيثم - بعد أن رشحه وقدم سيرته الذاتية لموظفي شئون الأفراد بالشركة.  وتوازى مع ذلك التقارب بعض البعد بين هيثم وفؤاد. لم يكن الأمر مخططا له، انما كما نقول - مشاغل الحياة هي السبب، بالإضافة إلى عدم تحمس فؤاد للخروج كثيرا مع المجموعة، وساهم في البعد ايضا أيضا بعض الشعور بالغيرة من توالي اللقاءات الثنائية التي لا يحضرها. بدأت أولا باعتذاره المتكرر عن الخروج لمقابلة الصديقين - إلى أن تطور إلى أن سأم الصديقين ولم يلزما نفسيهما بإخبار صديقهم الثالث. وذلك على ما يبدو ساهم في انزواء فؤاد بعيدا عنهم.  وتزداد اللقاءات بين الصديقين ولكن ظل هيثم يحاول الابتعاد قليلا محتفظا ببعض المسافة. بداية كان ابتعاد في العمل مكتفيا بعلاقتهم خارج العمل وممضيا وقته في العمل مع زملائه في فريقه.محافظا على علاقتهم خارج العمل التي لم تتأثر. هيثم شخص سريع الملل ولا يحب أن يستحوذ شخص، ولا سيما ذاك الصديق، على وقته وأن يقضي معه جل وقته. يفضل هيثم دائما أن يقضي وقته مع اشخاص مختلفة. لم يكن أبدا ذلك الشخص الذي يختار تمضية وقته مع صديق واحد، فهو عاشق للتغيير. ورغم ما مضى من وقت على صداقتهما لكن لم تكن اهتماماتهما مشتركة. هيثم دائم الحركة وكثير الافكار مشاركا في نشاطات كثيرة، يفضل الحديث الجاد والتفكير في المستقبل. يحاول ابتكار أفكار ليقضي وقته بسعادة. فهو يفضل ويهدف السعادة في المدي الطويل. عكس حازم الذي يفضل الكلام البسيط والهروب من المستقبل ليحاول اسعاد نفسه في هذه اللحظة، وهذه اللحظة فقط. وكان هيثم كثيرا ما يعرض على حازم مشاركته أنشطته. ويشاركه حازم ويتبعه كظله. لم يشعر هيثم وقتها انه أمام شخصية مستقلة أو مبتكره - فقد رآه شخصا تابعا. وبدأ هيثم يمل من مصاحبة حازم له لما شعره من نقص في حماس حازم، فقد كان حازم يشارك بدلا من الجلوس في المنزل ليس لأنه يريد المشاركة. وهناك فرق واضح بين الحالتين. وشعر حازم بالملل من نشاطات هيثم لكنه كان يشاركه ما لم يجد شيء أفضل يمارسه. عرفه هيثم على هشام صديق عمره وصديق الطفولة. وزادت الجلسات الثلاثية بمبادرات من هيثم في معظم الوقت. فقد كان هيثم هو الركن الأساسي في هذه المجموعة - كما كان فؤاد في المجموعة القديمة. تقارب حازم وهشام بسرعة شديدة معتمدين على كثرة اهتماماتهم المشتركة وتشابه نظرتهم للحياة. كانت هذه الفترة هي الأفضل في حياة حازم؛ لا التزامات مزعجة، ولا أشخاص كثيري الحديث والتفكير في مالا يسعده، ولا نشاطات مرهقة. مع وجود صديق يشاركه معظم اهتماماته يمكنهم الحديث معا لساعات بدون ملل. يقرر هيثم السفر للعمل في الخليج، فقد أصبحت الحياة في مصر أصعب لتحقيق أحلامه، وفتح الخليج أبوابه -وخزائنه - للمهندسين المعماريين المصريين. فبعد زيادة أسعار البترول وبالتالي تكدس الأموال اتجهت دول الخليج العربي للاعمار والبناء. قرر هيثم السفر اشباعا لرغبته في التجديد (وتغيير معارفه) مع الأمل ان تنفتح مع أبواب الطائرة فرصة لتحقيق أحلامه التي لم يستطع تحقيقها. ولم يمض وقت طويلا على سفر هيثم إلا ويتبعه حازم. واتخذ حازم قرار السفر لتحقيق حلم قديم بزيارة الخليج وبسبب شعوره بالوحدة بعد سفر هيثم. فبحث حازم عن فرصة عمل وسافر لنفس البلد التي سافر لها هيثم. وجد هيثم أن واجبه ان يساعد صديقه على التأقلم في المدينة الجديدة لكن بدأت حالة الملل مبكرا جدا. اعتاد هيثم منذ سفره ان يكون وحيدا وأحب وحدته ومع الغربة قلت قدرته على التحامل على نفسه لصالح الآخرين ولكن صديقه كان على النقيض ناقما على الوحدة. وقد وجد المنجى في صديقه هيثم واعتمد عليه اعتماد شبه كامل؛ في انجاز المهام - والأهم من ذلك في الهروب من الوحدة. رغم ملله لم يستطتع وقتها هيثم أن يبتعد أو أن يتخلى عن صديقه. كان شعوره بالواجب نحو صديقه أكبر من محاربة ملله. ويمر الوقت وتمر سنة ويعتاد حازم على حياته الجديدة والمدينة الجديدة وأصبح له أصدقاء وحياة، مما يسمح الآن بالبعد. وبالفعل بدأت لقاءات الصديقين تتباعد. ولكن كعادة القدر، يظهر ما سيعيد نشاط الصديقين ليقربهما من بعضهما. تظهر صديقة جديدة ،منال. ويتعرفان عليها وتتكرر الخروجات الثلاثية لكن في تلك المرة كان حازم هو الأساس لفترة. هو الذي يرتب اللقاءات. ثم بدأ هيثم يستقل بعلاقته بمنال - كعادته لا يحب دور التابع. وحينها يبدأ حازم في التهرب من صديقه. لا يخرج معه إلا إذا كانت تلك الصديقة موجودة. لاحظ هيثم ذلك لكنه لم يهتم. كان مقدرا لصديقه. لم يتضايق منه. ولكنه أحس انها الفرصة المناسبة لتنفيذ قرار البعد القديم. خاصة أن علاقة الصديقة الجديدة أظهرت بعض الصفات التي لم يقبلها في صديقه. ويعترف أحيانا أحساسه ببعض الغيرة ثم يعود فينكرها مبررا غضبه بتصرف حدث من حازم هنا أو هناك. وزادت لقاءات حازم ومنال إلى ان ارتبطا بعلاقة عاطفية ونسى حازم صديقه هيثم لفترة. ثم شعر حازم بانه يفقد صديقه وحاول ان يعيد ترميم جسور الصداقة لكن لم ينجح. وتزداد المسافة وتتباعد اللقاءات بين حازم وهيثم، ويمر الوقت ويبتعد الصديقان مرة أخرى وأخيرة.
لا يهم من بدأ البعد؛ فقد رضي الطرف الآخر بأي حال بالموقف الجديد - وعادا كما كانا قبل أكثر من عقدين من الزمن .... كالغرباء.

السبت، 28 أبريل 2012

Go on!


Go on!
It’s NEVER too late. Just go towards what you want
NEVER stop moving. Does not matter how small are your steps as long as you are moving forward.
If you are not moving forward you already moves backwards. Being steady means that time will move and leave you behind.
Life is TOO Short to be annoyed or sad.
Life is TOO short to spend it blaming yourself. Just take the lesson and go to the next as fast as you can.

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

لمجلس عارف بيعمل إيه!

المجلس العسكرى من لحظة أن أمسك بمقاليد الحكم وهو يعيش فى دور المتخبط الذى لا يدرى ماذا يفعل وعواقب قراراته. يتخذ بعض القرارت الغريبة التى لا ندرى أسبابها ولا غرضها أحيانا يتمسك بها وأحيانا يتراجع عنها. ونحن لا نعلم لماذا إتخذها ولماذا تراجع عنها أوتمسك بها. لكن بعد تحليل بسيط لأداء المجلس وقراراته أعتقد أنه يدرى تماما ما يريده وما يفعله على عكس ما قد يتصوره البعض أوقد يحاول المجلس أن يصوره لنا. وسأرصد هنا الأحداث والقرارات التى صورت لى أن المجلس له هدف خاص بهم وليس فقط إدارة الفترة الإنتقالية بحيادية وتسليمها لمن يختاره الشعب. بل قد أكون متحاملا على المجلس بأن أقول ان هناك خطة مرسومة ومحددة يجرى تنفيذها.



١-الحيش حمى الثورة: منذ نزول الجيش إلى ميدان التحرير وهناك ترديد دائم لمقولة الجيش حمى الثورة وحمى الشعب. وفى نفس الوقت نجد تسريبات عن رفض الجيش أوامر رئاسية بضرب المتظاهرين. وحتى وقت قريب لم يتف تفى هذا الظن بل تجرى محاولات -غير صريحة- لتأكيده فى كل مناسبة ويعلن رئيس المجلس العسكرى فى حفل تخرج فى كلية الشرطة عن رفضهم ضرب المتظاهرين ويتم إخفاء - عن قصد ولا أستطيع إفتراض حسن النية مطلقا- الجزء الذى يشهد فيه الرئيس شهادته لله وينفى فيه تلقيه أوامر بضرب المتظاهرين. وهذا الجزء يظهرللمرة الأولى بعد مالا يقل عن ٦أشهر من إذاعة حفل التخرج. ومن المؤكد أن ذلك اللقاء حضره عدد من الإعلاميين -على الأقل الطاقم الإعلامى الناقل للحفل- واللذين لم يتطرق أحد منهم -سؤاء عن جهل أو منع- الى هذه الشهادة لكى يكتمل إقناع الناس بحماية الجيش للثورة.

٢- بيانات المجلس العسكرى على فايسبوك بدأت بتمجيد الثورة العظيمة وشباب مصر الطاهر الذى قام بالثورة ومساندة مطالبها المشروعة مع التأكيد على حقهم فى التظاهر. ومع الوقت بدأت لهجة البيانات فى التغير. من تحذيرات وأصبع الفنجرى وبيانات التخوين والعمالة مرورا باحتلال الصينية وبعد ذلك عايزين تعترضوا احموا نفسكم يا حلوين. ومحاولات مستميتة لتشويه سمعة من كانوا شباب طاهرا ومحاكمتهم عسكريا والتشويه سمعة التظاهرات والإضرابات. لذا فأنا أرى أنهم كانوا فط يحاولون تهدئة الأمور واستيعاب فوران الشباب ومن ثم يقوم باستعادة السيطرة على مقاليد الأمور من جديد.

٣-وبالطبع لا يمكن أن أنسى اعترافات الروينى باطلاقه الشائعات بالقبض على بعض رموز النظام السابق لتهدئة ميدان التحرير فى أحداث ال١٨يوم. أستخلص من ذلك شيئين الأول ان هدفهم هو تهدئة الأمور وليس حلها وثانيا أنهم لا يمانعون فى إختلاق شائعات وأكاذيب لتحقيق أهدافهم.

٤- حدث ولا حرج عن التباطؤ فى المحاكمات اللتى تنم معظمها بعد ضغط شعبى- وأكيد محدش لحق ينسى هدايا أيام الخميس وطبعا صدفة أنها معظمها الخميس للتاثير على فاعلية الجمعة التالية ولا ننسى طبعا الفترة التى تركوها لكى يتم تستيف الأوراق قبل البدء فى المحاكمات. وفى نفس اللحظة يتم محاكمة الثوار عسكريا فى أسرع وقت.

٥- إعادة الرقابة على الإعلام والسماح بإنتقاد الحكومة وعدم السماح بإنتقاد المجلس العسكرى. مش بيفكركوا بحاجة الكلام ده؟

٦- بلوة الإستفتاء: المجلس كان عايز يكتسب شرعية حيث أن وجوده يتعارض مع الدستور وفى نفس الوقت كان عايز يقنعنا إن إحنا بقينا دولة ديموقراطية وخلاص الدنيا هتبقى تمام قاموا طالعين لنا بحوار الإستفتاء. وكالعادة المصربة الأصيلة كان المجلس فى صف نعم. حيث حدد بالتفاصيل سيناريو ما بعد نعم - هو صحيح اتغير، بس كان معلن وواضح وقتها- وترك سيناريو لا للظروف والإجتهادات وكأنه مش عايزها أو مش عامل حسابه عليها. وفى نفس الوقت يتم تقسيم البلد نصين وكل نصف يخون ويجهّل(أى يراه جاهلا) النصف الأخر. ولا أدرى من وراء تحويل الإستفتاء على التعديلات الدستورية إستفتاء على الدين أو على المادة الثانية لذا لن أفترض تدخل المجلس فى دعم فكرة الإستفتاء على الدين وإن كنت لا أستبعده. أنا شخصيا وقتها لم أكن أدرى لما يتحيز المجلس لنعم. لكننا بعدها فوجئنا بأحد أعضاء المجلس يصرح بأن ٧٧٪ من الشعب (وهى نسبة من قالوا نعم) مقتنعين بخارطة الطريق التى إقترحها المجلس ويرون المجلس هو الحاكم الشرعى(1). وأنا شخصيا حسب ما أتذكر -ولو أخطأت صوبونى- لم يكن فى التعديلات التى وافق عليها أغلبية المصوتون أى تعرض لخارطة الطريق المقترحة.

وطبعا مينفعش ننسى إن وقت الإستفتاء أعلن المجلس تعطيل دستور ٧١ واعلن أحد أفراده ان مفيش حاجة إسمها دستور ٧١ شغال؛ وساعة الجد لما إحتاجوه قالك الدستور شغال. وأرى أن ذلك كان سبب الإستفتاء على 'تعديلات' وليس إعلان دستورى علشان وقت الزنقة يرجعوا لدستور٧١.



٧- تمديد حالة الطوارئ بموجب قرار من مجلس الشعب الذى تم حله لتشعب التزوير فيه ومخالفا للإعلان الدستورى.




ولن أتحدث عن إحتفاء الإعلام المصرى بنزول المشير ببدلة 'مدنية' مع أن قد يكون له دلالات كثيرة لكنى سأفترض حسن النية فى هذا الموقف.


ميونخ

كتبت يوم ٣/١٠/٢٠١١


مضادر:

1. http://www.youtube.com/watch?v=AlezoNl7P3Q

الأحد، 17 يوليو 2011

انا هغير الكون


هو انا اللى هاصلح ( او هغير) الكون؟
جملة بنسمعها كتير فى الشارع. سؤال استنكارى بيعبر عن اللامبالة و الأنانية

- تلاقى واحد بيرمى منديل او كيس فارغ فى الشارع, و لما تقول له ليه كده؟ يرد عليك ما الشارع مليان مناديل و اكياس يعنى هو انا اللى غير الكون؟

اه, انا و انت و هو لو سيبنا الشارع نظيف و مرميناش القمامة فيه هيظل نظيف و يبقى انت غيرت الكون


- لما واحد يتأخر عن موعد و لا يعتذر و لما تكلمه يقولك يعنى لو جيت فى ميعادى ده اللى هيغير الكون


اه هيغير الكون, لو كل واحد حافظ على مواعيده و التزم بها اليوم هيكون اكثر انتاجية
الناس الايام ديه بتتكلم فى كسر الدقيقة و احنا بنتكلم فى الساعة و الساعتين

سمعت مرة ان مسئول يابانى بيتكلم عن موضوع التأخير ده و بيقول "الناس بتقول ان الموظف اليابانى ملتزم و مش بيتأخر, انا مش موافق على الكلام ده. الموظف اليابانى بيتأخر زى باقى الناس.
ده فى موظفين بيتأخروا 3 و 4 دقائق ده حتى فى ناس بتتأخر 5 دقائق"!!! و طبعا لا تعليق


- لما تلاقى واحد مش ملتزم بالقواعد و القوانين بداية من قواعد المرور و القواعد و الاخلاقيات المنظمة لأى ز و نشاط او تجمع مرورا بالسرقة و الرشوة و الفساد و التحرش و اعطاء الحق لغير مستحقيه و عدم احترام الاخر و عدم احترام حقوقه و غيرهم الكثير وصولا الى القتل و يقولك ما الناس كلها كده هو انا اللى هغير الكون؟

اه انت اللى هتغير الكون لان لو انا و انت و غيرنا التزمنا الدنيا هتبقى منظمة و كل واحد عارف حدوده و واجباته و هياخد حقه او على الاقل الغير ملتزمين هيقلوا واحد النهاردة و واحد بكرة و واحد بعده


- لما تلاقى واحد مش عاجبه حاجة و ميتكلمش و يقول لك هو انا هغير الكون

اه هتغير الكون, مش يمكن كلامك يؤثر عليه و حتى لو لم يؤثر المرة ديه ممكن يؤثر بكرة او مع شخص تانى


امثلة لاشخاص غيروا العالم ،تصور معايا لو الناس دى فكرت كده
- لو كان صلاح الدين قال الصليبيين هزموا كل الامم اللى قبلى هو انا اللى هغير الكون و انتصر عليهم
- لو كان نيوتن لما وقعت التفاحة عليه و سأل نفسه هى التفاحة وقعت ليه؟ اكل التفاحة و قال و انا افكر ليه هو انا اللى هغير العالم؟
- لو كان د. أحمد زويل قال لما قابلته جامعة الاسكندرية طلبت منه ان يتنازل جميع زملائه عن المنحة اللى المفروض جاية بإسمه او لما قابلته مشاكل فى بحث من الابحاث بتاعته خلاص اعمل ايه هو انا هغير الكون؟

هتقولى انا فين و الناس دى فين هقولك لو مش هتقدر تعمل اختراع تقدر على الاقل انك تغير نفسك و تكلم غيرك و تقنعه انه ممكن لما يغير نفسه يغير الكون و يمكن يكون لك دور اهم مين عارف المستقبل شايل لك ايه؟
و زى ما اوباما بيقول: ايوة نقدر
YES WE CAN

- على سيرة اوباما لو كان قال هو انا اللى هغير الكون واكون اول اسود يحكم امريكا؟

و اديسون و وات و و و و و و و غيروا العالم
انا لو حبيت اجيب امثلة اكتر مش هاخلص و النوت دى مش هتخلص
بس انا حبيت اقول ان انا و انت و هو و هى لو بطلنا سلبية و انانية هنغير الكون


الجمعة، 13 مايو 2011

بيقولوا فى مصر فتنة طائفية

بعد الإنفجار فى كنيسة القديسين ليلة رأس السنة كتبت يوم 2-1-2011 الكلمتين دول ومكنتش ناوى انشرهم أبامها بس لقيت انهم لسه ليهم معنى فقلت احطلهم عنوان وانشرهم



------------------------------------------------------------------------------------------------------

بعد احداث انفجار كنيسة القديسين بسيدى بشر فى الاسكندرية ٣١-١٢-٢٠١٠

انا كل خوفى الموضوع يتطور اكتر من كده، ربنا يستر.



تعالوا نفتح قلبنا و نتكلم كلام بالعقل و نبطل شوية كلام مسيس. أول حاجة علشان نحل مشكلة اننا نعترف بها. محدش يقنعى و يعمل زى الحكومة الظريفة اللطيفة بتاعتنا ديه و يقول مفيش مشكلة, لأ فيه مشكلة و بتزيد كمان. انا عارف ان الكلام اللى هقوله ده مش ماشية مع السياسة العامة للبلد- غلي العموم السياسة مش حاجة حلوة. و خاصة اننا مش عارفين لنا سياسة واضحة - فى الاول يقول لك ديه ايادى خارجية- و طبعا اسم القاعدة جاهز يشيل البلاوى ديه. بعدين ياخدوا بالهم انا المفروض مصر ميكونش فيها تواجد للقاعدة علشان ماما امريكا متزعلش فيطلع حد تانى يقولك مش القاعدة(دلوقتى بعد الثورة الحمد لله عندنا الفلول والثورة المضادة). طيب عايزين نلبسها لحد ؟؟! اه الحاجات ديه تبقى مؤامرة اسرائيلية و الموساد ورا الكلام ده. والله انا بحس ان اسرائيل ديه سوبر مان و ساعات بحس اننا ساحلينها معانا فى كل مصيبة- اسرائيل لو فاضية لكل الهبل ده مكنتش عملت حاجة فى حياتها و زمانها كانت بقت زينا و اخرها تشجب و تعترض و تلبسنا اى مصيبة تحصل لهم. أنا مش بنكر ان من مصلحتهم انهم يلهونا - و ده حقهم لتحقيق احلامهم - بغض النظر عن مدى تقيمنا لأحلامهم- بس احنا بلاوينا كفاية علينا و هم بيفكروا لابعد من انهم يلهونا لاننا ملهيين خلقة.المهم ارجع للموضوع قد يكون بعض المثقفين يقبلون الآخر و معندهمش مشكلة و يمكن تكون قلة مندسة حاسة فعلا ان مفيش مشكلة. بس كام واحد مش هقول متصور ان المسيحين اعداء الاسلام لأ أنا هقول فيه كام واحد متصور ان قتال المسيحين هو دفاع عن الاسلام. و انا مش حقدر اتكلم عن المسيحيين لانى مش بعرف ايه بيدور وراء الخطاب الرسمى؛ بس اللى اعرفه من بعض اصدقائى ان بعض المسيحين لديهم شعور مشابه تجاه الاسلام.

خلينى اقول كمان كام شيخ بيدعى بالدمار على اليهود و المسيحيين - بدلا من الدعاء على اسرائيل و الجيش الأمريكى فى العراق - مع تحفظى اساسا على هذا الدعاء بالدمار من حيث المبدأ. ليه مندعيش اننا نبقى احسن بدلا من الدعوة بدمار الاخر.

كم من عامة المسلمين - و بعض من الطبقات الأعلى يتصور ان المسيحى مواطن درجة تانية. و كم من المسيحين يتصور ان المسلمين دول محتلين مصر من ايام عمرو بن العاص و واكلين حقهم و سارقين ارضهم كسكان اصليين و كم من المسلمين يرى ان المسيحيين ليس لهم مكان على ارض مصر المسلمة و كم من المسيحيين يرى ان كل ما يحدث هو مؤامرة من الاخوان المسلمين على وجودهم - دا انا سمعت بودانى واحد من الحاضرين لندوة ثقافبة بيقول ان منى الشاذلى بتتبع اجندة الاخوان المسلمين علشان تدمر المسيحية فى مصر. و كم من المسلمين يرى ان المسلم اى كان جنسيته اقرب له من المصرى المسيحى. كم من المسيحيين يرى ان هذه التفجيرات ورائها الاسلام كدين يدعو للعنف.

كم من المسلمين يرفض ان يعين مسيحيا. و كم من المسيحيين يفضل المسيحى على المسلم فى التعيين.



بعد كل ده أتمنى ان احنا نعترف ان فيه مشكلة - على الأقل فى الشريحة العريضة من المواطنين البسطاء من الطرفين. و أتمنى ان اننا بجد نفكر نحل المشاكل ديه و نقرب فعلا وجهات النظر و كل طرف يبطل القنعرة الفارغة ديه و نفتكر اننا كلنا هدفنا واحد اننا نعبد ربنا و كل واحد بيحاول يرضى ربنا بطريقته و ادينا كلنا بنحاول. و ننسى الاختلافات و المشاكل بدل ما ندفن راسنا فى الرمل يا اما كل واحد يروح لحاله و نعمل زى السودان كده.

و طبعا طبيعى جدا لما المسيحى المصرى يكون خايف من و مش طايق المسلم فأكثر احتمالا ان المسيحى الغير مصرى يكره المسلم. و بننفكده احنا بنشتكى من انتشار الاسلاموفوبيا فى العالم و احنا مش عارفين نحلها جوه بلادنا.



فيه كام فتوى بتطلع ايام الاعياد بان تهنئة المسيحيين باعيادهم لا يجوز - و ده بيخلى المسيحيين على الاقل يبقوا حاسين انهم ضيف غير مرغوب فيه و يمكن اى انسان مسلم بسيط يحس ان دول ناس مش المفروض نسلم عليهم ولا نحترمهم و يمكن توصل معاه لدرجة انه يقول طالما انا مش عارف اعيش فى الدنيا يبقى لما اهاجم الناس ديه يمكن اعيش فى الاخرة. و انا معرفش ايه رد الفعل على الفتاوى ديه من الجانب المسيحى بس اكيد هيبقى شئ مشابه



انا اقدر اقول ان المشكلة الحمد لله موصلتش انها تبقى فتنة طائفية بس احنا على الحدود بدليل ان مع اول مشكلة -زى اللى حصلت ديه(حادثة القديسين) -كله بيجرى و يقول لك وحدة وطنية و الاعتداء ده كان على مصر كلها. و مش هقول هل الكلام ده كان هيحصل لو الاعتداء على مسجد لأ هقول لو كان حصل الانفجار ده فى اجتماع لجنة المرأة فى اى مكان مين كان هيقول ان ده اعتداء على مصر كلها و انه اعتداء على الرجال و النساء - محدش كان هيفكر فى موضوع التفرقة ده، إنما علشان ديه كنيسة يبقى كلنا نجرى نلحق الموضوع قبل ما يكبر و نقول اننا شعب واحد و وطن واحد.

يا رب نفوق بقى و نحاول نحل المشكلة (من جذورها) قبل ما تكبر. يا اما نعترف ان فيه مشكلة و تبقى علنية و نقول ملهاش حل. أنا اكتر حاجة بكرها فى حياتى التمثيل-كله يبقى عارف ان فيه مشكلة و يدارى و يقول لك احنا سمن على عسل.



حاجة تزعل و تجيب اكتئاب.

كتبت فى 2 يناير 2011

ميونح

----------------------------------------------

هنا انتهى الكلام القديم و أحب أوضح انى لا أقصد الهجوم على أى فرد أو جماعة. أنا كل هدفى اننا ناخد بالنا من اللى بيجصل

أنا شايف ان الحل هو

1- الاعتراف بالمشكلة و نتناقش بدون دبكورات ونطلع اللى جوانا وتبدأ صفحة جديدة. من غير ما كل طرف يكون مخبى بلاوى للطرف الأخر.

2- نحاول ننسى شوية موضوع اننا فريقبن ونفنكر اننا كلنا مصريين

و أن القانون يأخذ مجراه وكفاية قعدات عرب وطبطبة و صلح- 3و4و5و6 -

وساعتها منسمعش كلمة عنصرى الأمة والكلام ده ونبقى بجد كلنا مصريين


يا أما كل واحد يروح لحاله ونعمل زى السودان ونبقى دولتين


السبت، 22 يناير 2011

بائع الأحلام لفاروق جويدة

لا تسألوني الحلم أفلس بائع الأحلام
ماذا أبيع لكم
وصوتي ضاع واختنق الكلام
مازلت اصرخ في الشوارع
أوهم الأموات أني لم أمت كالناس
لم أصبح وراء الصمت شيئا من حطام
مازلت كالمجنون
احمل بعض أحلامي وامضي في الزحام



لا تسألوني الحلم أفلس بائع الأحلام
فالأرض خاوية
وكل حدائق الأحلام يأكلها البوار
ماذا أبيع لكم
وكل سنابل الأحلام في عيني دمار
ماذا أبيع لكم
وأيامي انتظار...في انتظار



إني سئمت زمانكم
وسئمت سوق البيع
والحلم المزيف.. والرقيق
وسئمت أن أبقى أمام الناس دجالا
أبيع الوهم في زمن غريق
كل الذي قلناه كان ضلالة
كذبا وزيفا.. وادعاء
مازلت اسأل هل ترى
حفروا القبور ليدفنوا الموتى.. أم الأحياء



لا تسألوني الحلم أفلس بائع الأحلام
ما عادت الكلمات تجدي
بارت الكلمات..وانفض المزاد
النار تأكلها فهل تجدي
حكايا الوهم والدنيا رماد
أأقول صبرا..
ليس في الدنيا بلاء غير صبر الأبرياء
أأقول حزنا..
ليس في الدنيا كحزن الأشقياء
أأقول مهلا..
ضاعت الأيام من يدنا هباء



لا تسألوني الحلم
قوموا من مقابركم وثوروا
أحرقوا الأكفان في وجه الطغاة
كونوا حريقا .. أو دمارا
لا تجعلوا قبري ككل الناس
صمتا.. أو دموعا
مازلت ارفض أن أموت اليوم حيا
كلنا موتى
وليس الآن للموتى حياة
ولتحفروا قبري عميقا
وادفنوني واقفا
حتى أظل أصيح بين الناس
لا تحنوا الجباه
موتوا وقوفا
لا تموتوا تحت أقدام الطغاة